من أجل تثمين النشاطات البيداغوجية في مؤسسات التعليم العالي
##plugins.themes.bootstrap3.article.main##
Résumé
مقدمة
يذهب أغلبية المهتمون بقضايا التعليم العالي في شرحهم لمختلف أنواع الخلل الذي تعاني منه الجامعات و في تفسيرهم لانخفاض مستوى الطلبة ٬إلى التركيز على أسباب خارجية مثل قلّة الوسائل و الارتفاع الكبير لعدد الطلبة ٬و ضعف التعليم الثانوي... و إهمال تأثير العوامل الداخلية المرتبطة بالعملية التعليمية ذاتها مثل عدم فعالية النشاطات البيداغوجية المسطرة في هذه المؤسسات و إجراءات التقويم المرافقة لها و النقص في التكوين البيداغوجي و الديداكتيكي للأساتذة... و بناء على هذه الملاحظة يمكنني أن أقول بأن هذا الملتقى يعتبر فرصة مناسبة ستسمح العروض المبرمجة فيه من إلقاء الضوء على أهمية التكفل بمثل هذه العوامل الأخيرة لإحداث إصلاح حقيقي في قطاع التعليم العالي. ّ إن أي تنظيم جامعي فعال يتطلب وجود عقد بيداغوجي بين الأستاذ و الطالب ٬من المفروض أن يلتزم كل واحد منهما بقواعده في إطار تحمل و تأدية واجباته ٬و عدة من الإجراءات التقويمية تكون شاملة و متكاملة حيث تمس كل من الطلبة و الأساتذة و محتوى التعليم.
مع العلم أن التزام الأستاذ و الطالب بأساسيات هذا العقد البيداغوجي ٬خاصة إذا كان ذلك على أساس اقتناع حر ٬مع وجود إجراءات تقويم تشمل مختلف الجوانب و الأطراف سيؤدي بدون شك إلى إحداث الجو التنظيمي المناسب سواء لإنتاج و نشر المعرفة أو لاكتسابها و التمكن منها. سنعمل في هذا التدخل على تقديم بعض المعطيات و الملاحظات فيما يخص البيداغوجيا و التقويم في التعليم العالي و عرض بعض الاقتراحات للمناقشة و الإثراء.